بدعوة من مؤسسة الامام الشيرازي العالمية عقد
مؤتمر اسلامي بمناسبة استشهاد فاطمة الزهراء ( عليها السلام)
ضم عددا من المراكزالاسلامية في مناطق (سان حوزه) و( اوكلند)
و ( فريمونت)، و كان المؤتمر بعنوان ( تطوير سبل التبليغ
الاسلامي في الغرب ) و قد حضر المؤتمر سماحة اية الله السيد
مرتضى الشيرازي – الامين العام للمؤسسة و سماحة حجة الاسلام
الشيخ محمد صالح هدايتي و سماحة حجة الاسلام الشيخ محمد
فلاح العطار و عدد من مدراء و مندوبي المراكز الاسلامية في
تلك المناطق منها (مركز الجالية العراقية) الذي يمثل الجالية
العراقية في سان حوزه في ولاية كاليفرنيا .( و المركز الثقافي
الاسلامي (محمدية )) الذي يمثل الجالية الافغانية في منطقة (فريمونت)
و ( المركزالثقافي الاسلامي في شمال كاليفرنيا ) الذي يمثل
الجالية الايرانية في منطقة اوكلند. و مركز (صبا) الاسلامي
الذي يمثل الجالية الباكستانية و الهندية. كما حضر المؤتمر عدد
من المفكرين والناشطين و وجهاء الجاليات.
هذا وقد القى سماحة اية الله السيد مرتضى
الشيرازي كلمة حول العراق في (مركز الجالية العراقية في سان
حوزه ) تحت عنوان ( العراق و مقومات النهوض الحضاري ) جاء فيها
:
يقول علم الاجتماع ان الامم كالأفراد لها
مرحلة طفولة و شباب و شيخوخة .. و لها صحة و مرض.. و قوة و
ضعف .. الا ان الفرق هو ان مرحلة الطفولة او الشباب او
الشيخوخة تستمر عقدا او اكثر من الزمن ، اما الامم فان هذه
المرحلة قد تستغرق قرنا او قرونا ... و الفرق الاخرهو ان
الامم في مرحلة الشيخوخة يمكن ان تعود الى مرحلة الشباب و
القوة اذا ما كان هنالك عمل نهضوي جبار و قد يستغرق ذلك زمنا
طويلا – عكس الافراد.. و الفرق الاخرهو ان الافراد يموتون
اماالامم فانها لا تموت بل ربما تدخل في سبات عميق قد يستمر
عشرات او مئات السنين.
واضاف سماحته : ان مهمة المصلحين هي ايقاظ
الامة و ارجاع الحيوية و القوة لها ..
والعراق .. عاش حقبة بل احقابا من
الديكتاتورية و الظلام و الاستبداد .. و قد من الله على
الشعب العراقي الأبي بالنجاة من هذا الطاغية .. الا ان
العراق يحتاج الى عمل نهضوي جبار في كل الابعاد ... و في هذا
الوقت بالذات - اشار سماحته - الى ضرورة ان يتحول العراق الى
بلد المؤسسات و ان يسعى الكل في بناء شتى انواع المؤسسات
الدينية و الثقافية و الاجتماعية و غيرها و منها ، المساجد
و المكتبات و الحسينيات و المدارس و الجامعات و المياتم
اضافة الى النقابات و الاتحادات و الاحزاب و المنظمات التى
تسعى جميعا الى بنا عراق مزدهر حر ومستقل .
ثم اسهب سماحته الحديث عن ان تأسيس مثل هذه
المؤسسات يحتاج الى (قرار و تضحية) قائلا :
لا يتقدم عمل بدون التضحية لا سيما بالمال و
الوقت و ماء الوجه و سائر ما انعم الله به على الانسان .. و
ذكر سماحته احصاءات عديدة حول نشاطات المبشرين في البلاد
الاسلامية و حول خططهم في العراق بالذات ومنها : تأسيس 22 الف
مدرسة في غضون عشرة سنوات .
أما بشأن نقل السلطة الى العراقيين قال السيد
الشيرازي: على الرغم من ان نقل السلطة الى العراقيين خطوة في
الطريق الا ان الشرعية لا تكتسب من دون انتخابات و لذلك
لابد من التمسك بموعد الانتخابات ، العامة و الحرة ، لتنبثق
عنا حكومة شرعية .
كما القى سماحته كلمة في المركز الثقافي
الاسلامي في شمال كاليفورنيا وذلك بحضورعدد كبير من اساتذة
الجامعة و المثقفين و رجال الاعمال تحت عنوان " العلاقة بين
المسلمين و الحضارة الغربية ""
جاء فيها : ان ( الموقف) الحكيم و (
التعامل ) السليم و ( الارتباط) الصحيح و المثمر بين اى شخص و
اخر او اية امة و اخرى او اية جماعة او نقابة او حزب مع
الاخرين ، يتوقف بالدرجة الاولى على ( التقييم ) السليم و
الواقعى و المنصف لذلك و الاخرين ... و هذا يعني ان يزن
الانسان او الامة نفسه بميزان دقيق ليعرف نقاط قوته و نقاط
ضعفه و نقاط قوة الاخرين و نقاط ضعفهم ، و على ضوء ذلك –
الى جوار عوامل اخرى عديدة – سيكون الموقف و التعامل حكيما و
مثمرا .
و اضاف سماحته : ان الغرب له سلبياته
المعروفة و التى اعترف بها مفكرو الغرب انفسهم منها : تحطيم
العائلة – و هى اللبنة الاساسية الاولى لبنا اى مجتمع – و
الفساد الاخلاقي و الفراغ الفكري و الروحى المطلق و عدم وجود
بنية عقائدية سليمة يرجع لها ، و غير ذلك.
وقد استشهد سماحته بكلمات عدد من مفكري
الغرب و منهم ريتشارد نيكسون – و صامويل هنغتون .
واضاف : كما ان للغرب ايجابيات منها : النظام
والتقدم التكنولوجي الحرية النسبية و التعددية الحزبية .
ان هذه الايجابيات تعلمها الغرب من المسلمين و
من الاسلام و تشهد بلذلك كلمات كبار المؤرخين ومنم ارنولد
توينبي.
واضاف : ان علينا ان نكون كما قال الامام
على ( عليه السلام) "الله الله في القران لا يسبقنكم بالعمل
به احد غيركم " فعلينا السعى لمزيد من النظم و التقدم
التكنولوجي.
ثم اسهب السيد في الحديث عن التعددية
السياسية و ضرورة تفعيلها .
ثم تحدث سماحته عن ايجابيات المسلمين و نقاط
قوتهم و ضعفهم و ركز الحديث عن ان المسلمين يتمتعون
بايجابيات هائلة ومنها القانون الاسمى الذي يمتلكونه مفصلا
الحديث في مقارنة دقيقة عن قوانين الاسلام و قوانين الغرب و
ذكر ثلاثة امثلة :
اولا : قانون "رفع عن امتي تسع " و الذي
لا يوجد نظيره في الغرب .
2 – قانون الخمس و الزكاة و الذي يعد الاكثر
حكمة و الاكثر عدالة من قانون الضرائب في الغرب و اوضح ذلك
بامثلة كمية و كيفية .
3 – قانون "الارض لله و لمن عمرها" .
كما القى سماحة اية الله الفقيه السيد
مرتضىالشيرازي كلمة في مجمع الجالية الافغانية في مركز
الثقافي الاسلامي ( محمدية ) تحت عنوان ( افغانستان و النهوض
الحضاري) جاء فيها :
ان الشعب الافغاني يتمتع بخصائص تؤهله لنهضة
حضارية كبرى منها :
1 – الارادة الجادة و العمل الدؤؤب
2 – عزة النفس ، و هى العماد الاول لاي شعب
يريد الاستقلال والتقدم .
3 – التدين و الالتزام الديني .
4 – الشجاعة ، و هى غير القسوة و ان الشعب
الافغاني شعب شجاع ... اما الذين يقومون بالاعمال الارهابية
فهم قلة شاذ من القساة.
و بعد ان فصل سماحته الحديث عن هذه النقاط
الاربع و عن مشاهداته الشخصية قال :
لكي تنهض بافغانستان لابد من :
1 – ان تقوم كل جالية في بلاد المهجر و كل
حزب او تجمع بعقد مؤتمرين كل سنة على الاقل لتدارس وضع تاسيس
و سبل تطوير ، اجتماعي، ثقافي، اقتصادي ، زراعى و سياسي.
2 – طباعة الملايين من الكتب.
3 – تاسيس المؤسسات بشتى انواعها لتتحول البلاد
الى كتلة من المؤسسات
4 – تربية الكوادر المتخصصة على اعلى مستوى
سياسيا و اقتصادية و تكنولوجيا .
5 – ترشيد دور المرأة لتستطيع ان تساهم في بناء
البلاد ثقافيا و اقتصاديا و على مختلف الاصعدة، شرط ان تتصدى
بحكمة و قوة و في الاطار الذي رسمه الشارع المقدس .
6 – كما تحدث عن الجانب الروحى و الخلاقي
باسهاب و جاء في حديثه : ان الانسان اذا خاف الله سبحانه امنه
من كل احد و كان المأمون في لسانه و عينه و يده و كل جوارحه
.
و اضاف : ان الايمان درجات ، و المؤمن الحقيقي
هو ذلك الذي تسبح معه السماء والارض و الاشجار و الانهار و
هو الذي يرىالله ( لا اله الا الله) في كل شيء و في كل مكان
لا بتوهم و تخيل بل بنور البصيرة الواضحة.
هذا وزار سماحته و الوفد المرافق له ( المركز
الاسلامي في شمال كاليفرنيا ) و التقى سماحة حجة الاسلام و
المسلمين السيد الخراساني و جرى الحديث حول سبل هداية
الغربيين للاسلام.
بعدها زار سماحته مركز( صبا) الاسلامي و التقى
مسؤوله سماحة الحجةالسيد عابدي ، ومركز الزهراء الاسلامي و
التقي مسؤوله العام سماحة حجة الاسلام السيد مدثر و جرى
الحديث حول سبل تطوير العمل الاسلامي في الغرب.
بعد ذلك زار سماحته مركز الامام على بن ابي
طالب في سان دياغو و التقى مسؤوله سماحة حجة الاسلام و
المسلمين السيد محمد القزويني و القى كلمة حول العراق و سبل
استنهاض العراقيين .
هذا وقد التقى سماحته شخصيات و مراكز اسلامية
اخرى عديدة في لوس انجلس .
منهم حجة الاسلام و المسلمين السيد مصطفى
القزويني و السيد على القزويني و عدد من وجوه الجالية
العراقية و الايرانية و غيرها .
كما التقى وكيل المرجع الديني اية الله العظمى
السيد السيستاني ، السيد محمد باقر الكشميري و جرى الحديث حول
وضع العراق و سبل الحفاظ على استقراره و ازدهاره و سبل تكريس
الايمان و الثقافة الايمانية في نفوس الناس .
وجرى الحديث حول وكلاء المراجع في الغرب وضرورة
التواصل بين مختلف الوكلاء و العلماء واقترح سماحته عقد مؤتمر
سنوي للمشورة و التنسيق والعمل المشترك. |