قالت مؤسسة الإمام الشيرازي العالمية ، أن
الإصلاح هو جوهر رسالة الإمام الحسين (عليه السلام) في عاشوراء
، وان امة تمتلك الحسين ينبغي أن لا تعيش متخلفة بين أمم الأرض
.
وأضافت المؤسسة في بيانها بمناسبة عاشوراء ، أن
الحسين ثورة من اجل الحرية والمشاركة والمساواة ، ولولا ثورته
لمحى أعداء الدين كل قيمه الخيرة والنبيلة .
أدناه نص البيان :
بسم الله الرحمن الرحيم
قال رسول الله (صلى الله عليه و اله و سلم)
(حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب
حسينا)
وتتجدد ذكرى الطف الأليمة ، والمسلمون يعيشون
اخطر مراحل حياتهم بسبب الثالوث المشؤوم الذي يسيطر على بلادهم
، ألا وهو الفقر والجهل والاستبداد .
لقد ثار الإمام الحسين ( عليه السلام) في
عاشوراء عام (61 هـ) ، من اجل الإصلاح في امة جده ، كما قال هو
ذلك ( عليه السلام) .
فلقد حاول أعداء الإسلام ، تحريف الدين وتشويه
سمعته وتجيير مفاهيمه من اجل تكريس مصالحهم الأنانية المنحرفة
، ولولا ثورة الحسين ( عليه السلام) التي استهدفت إصلاح الأمة
والنظام السياسي السيئ الذي كان حاكما ، لمحى أعداء الدين كل
قيمه الخيرة والنبيلة .
إن عاشوراء ثورة من اجل الحرية والمساواة
والمشاركة الشعبية الواسعة ، كما أن الإصلاح هو جوهر رسالة
الإمام الحسين ( عليه السلام) التي ضحى من اجل أن يسقيها بدمه
الطاهر ودماء أهل بيته وأصحابه الكرام الميامين .
وإذ يمر المسلمون اليوم بظروف قاسية وخطيرة ،
هم بأحوج ما يكونوا إلى تبني منهجية الحسين ( عليه السلام) في
الإصلاح والدعوة إلى تغيير الأوضاع السيئة ، وان امة تمتلك
الحسين ( عليه السلام) ينبغي أن لا تعيش متخلفة وذليلة بين
بقية أمم الأرض .
إن الإصلاح ، وعلى مختلف الأصعدة ، مطلوب إذا
أراد المسلمون النهوض في عالم تتزايد تحدياته يوما بعد آخر ،
ولذلك لا بد من إصلاح السياسة والتعليم والاجتماع والاقتصاد
والأخلاق وكل شئ ، من اجل تحقيق نهضة شاملة وتنمية حقيقية .
وإذا كان الحسين ( عليه السلام) ضحية العنف
والإرهاب بسبب الاستبداد والديكتاتورية والنظام الشمولي ، الذي
وظف كل شئ (حتى الدين) من اجل تشويه سمعة الإمام وتلقين الناس
بكل ما يخالف الحقيقة والواقع ، فان المسلمين اليوم كذلك ، هم
ضحايا العنف والإرهاب والدعاية التضليلية الموجهة ، الذي توظفه
الجماعات المتطرفة والمغرضون ، من أعداء الإسلام ، لتشويه
سمعته من خلال توظيف اسمه أسوا توظيف .
إن من اللازم أن يبادر المسلمون ، وخاصة
الأنظمة والحكومات القائمة في بلاد المسلمين ، إلى المبادرة
إلى الإصلاح اللازم ، والذي يتناسب مع مصالح الأمة وهويتها
وقيمها ، من قبل أن يفرض عليهم إصلاح مشوه هجين لا يتناسب مع
تاريخها وحضارتها وثقافتها التنويرية الحقيقية .
نسال الله سبحانه وتعالى العزة للمسلمين ،
والحمد لله رب العالمين .
مؤسسة الامام الشيرازي العالمية
واشنطن
السيد مرتضى الشيرازي |