استنكرت مؤسسة الإمام الشيرازي العالمية ،
الممارسات اللاانسانية التي يتعرض لها السجناء في العراق .
وطالبت المؤسسة ، في بيانها الذي صدر بهذا
الشأن ، سلطات الاحتلال بتقديم اعتذار رسمي إلى الشعب العراقي
، والعمل الفوري للكشف عن أية حالات أخرى من هذا النوع .
كما دعت المؤسسة إلى إلغاء سجن (أبو غريب) لما
يمثل بالنسبة للعراقيين ، من رمز للعنف والإرهاب والقتل
والإعدام .
أدناه نص البيان :
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الكشف عن جانب من خفايا سجن (أبو غريب) في
العاصمة العراقية بغداد ، والتي ذكرت العراقيين بهول الجرائم
التي كان يرتكبها النظام الشمولي البائد ضد السجناء والمعتقلين
، أثارت الكثير من القلق على مصير آلاف السجناء الذين لا زالوا
يقبعون في سجون العراق تحت إشراف سلطات الاحتلال ، من دون أفق
واضح لمصيرهم ، من جانب ، فيما عرضت صدقية التحالف الذي اسقط
النظام البائد ، والذي يدعي انه يعمل على مساعدة العراقيين
لإقامة النظام الديمقراطي في بلادهم ، للمساءلة والشك والريبة
.
إن مؤسسة الإمام الشيرازي العالمية ، إذ تدين ،
وبشدة ، كل الممارسات اللاانسانية في التعامل مع السجناء
والمعتقلين (مهما كانت هويتهم والأعذار التي تساق لتبرير مثل
هذه الممارسات) تدعو سلطات الاحتلال إلى :
أولا : السعي فورا للكشف عن أية حالات أخرى
مماثلة من هذا النوع من الممارسات اللاانسانية ، من خلال تشكيل
لجنة (عراقية دولية) مشتركة من المحامين والحقوقيين والمهتمين
بقضايا حقوق الإنسان ، لتقصي الحقائق في كل السجون العراقية ،
من اجل وقف فوري لكل هذه الممارسات المحتملة .
ثانيا : الإسراع في البت بملفات السجناء
والمعتقلين ، طبق القواعد والأصول الإنسانية الدولية ، للحكم
على من تثبت أدانته ، وإخلاء سبيل الابرياء منهم .
إن الإسلام على وجه الخصوص (وكل الشرائع
السماوية والقوانين الإنسانية الدولية) لا يجيز استمرار اعتقال
الإنسان على ذمة التحقيق مدة طويلة ، ولذلك يجب على سلطات
الاحتلال في العراق ، الإسراع في البت في قضايا المعتقلين ،
وعدم تجاهل ملفاتهم ، تحت أية ذريعة كانت .
ثالثا : تنظيم زيارات ميدانية للسجناء
والمعتقلين ، لجهات عراقية ودولية ، حقوقية وإنسانية ، حكومية
وغير حكومية ، للوقوف على حقيقة الظروف التي يمر بها هؤلاء .
رابعا : فتح تحقيق فوري بملابسات التعامل
اللاانساني الذي تم الكشف عنه مؤخرا ضد عدد من السجناء
القابعين في سجن (أبو غريب) ، وتحديد الجهة التي تقف وراء هذه
الممارسات ، لإنزال العقاب العادل بحقها ، والإسراع في إجراء
مسح ميداني شامل لبقية السجون لوقف أية ممارسات لا إنسانية
يتعرض لها السجناء فورا ، والحيلولة دون تكرار ذلك .
خامسا : على سلطات الاحتلال أن تقدم اعتذارا
رسميا للشعب العراقي على ما ارتكبه جنوده بحق السجناء والذي
جرح كرامة الإنسان العراقي وكبرياءه ، وتعويض المتضررين تعويضا
عادلا يتناسب وحجم الضرر المادي والمعنوي الذي تعرضوا له ، فقد
يقلل ذلك من اثر الصدمة التي تعرض لها العراقيون وهم يشاهدون
تلك المناظر والصور التي أصابت أهداف التحالف المعلنة بالصميم
وهددت مصداقيته لدى الرأي العام .
سادسا : إلغاء سجن (أبو غريب) سئ الصيت ، والذي
يعتبر بالنسبة للعراقيين رمز العدوان والإرهاب والموت والقتل
والدمار ، الذي شهد استشهاد الآلاف المؤلفة من العراقيين
(رجالا ونساءا ، كبارا وصغارا ، ومن كل شرائح المجتمع) على يد
النظام الديكتاتوري الاستبدادي البائد ، كما شهد ، وعلى مدى
نيف وثلاثين عاما ، حالات مرعبة من أقسى أنواع التعذيب النفسي
والجسدي التي كان يتعرض لها السجناء ، مثل عمليات الثرم
والإذابة بأحواض الاسيد والاعتداء على الشرف ، وغير ذلك .
إلى جانب ذلك ، يجب استبدال السجون الحالية في
العراق بأخرى تتناسب والمواصفات الإنسانية التي تنص عليها
اللوائح القانونية الدولية ، إذ، وكما هو معروف ، فان السجون
في العراق تفتقر إلى ابسط المواصفات الدولية ، وعلى كل
المستويات ، فلا يجوز أن تنتهك كرامة السجين بأي شكل من
الأشكال ، ولا بد أن يتحسس السجين (مهما كانت تهمته) بآدميته
وإنسانيته ، من خلال تحويل السجون إلى مراكز تربوية تعلم
السجين حدوده وحقوقه وواجباته ، ليقلع عن الجريمة ولا يعتدي
على حقوق الناس .
نسال الله تعالى أن يأخذ بأيدي الجميع إلى ما
فيه الخير والصلاح .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مؤسسة الامام االشيرازي العالمية – واشنطن
الشيخ محمد تقي الذاكري |